مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/14/2021 04:34:00 م

   حياة خالية من السكري، حلم أم حقيقة؟ 


حياة خالية من السكري، حلم أم حقيقة؟

   حياة خالية من السكري، حلم أم حقيقة؟ 



كثيراً ما نسمع من أشخاص مقرّبين، أو نقرأ - من خلال مناشير على صفحات السوشال ميديا- عن علاج نهائي لمرض السكري، وذلك من خلال اكتشاف دواء يقضي على السّكري بشكل نهائي، أو وجود مادّة عشبيّة لها خصائص طبّية سحريّة تقتلع مرض السّكري من جسمك كاقتلاع الغرسة من الأرض. 

وكثير من النّاس يقومون بتأكيد أقوالهم ومعلوماتهم بتجارب شخصيّة حدثت معهم أو مع أقرانهم،أو سمعوا بها من مصدر مجهول.

وبعد كل هذهِ الأقاويل، السُّؤال المطروح هنا، هل حقّاً ما سمعناهُ ليست مجرَّد شائعات؟ هل العلمُ توصّل إلى علاج نهائي لمرض السّكري؟

سنتحدَّث في مقالنا هذا عن بعض المعلومات الخاصّة بمرض السّكري، وسنجيب على هذه الأسئلة المطروحة، والمُنتظَر الإجابة عنها لما تحملهُ -في حال صحّتها- من أمل لملايين الأشخاص الّذين أصبحت حياتهم كالجحيم منذُ أن استوطن فيهم مرض السّكري.

رحلة الغلوكوز في الجسم، وفائدته:


يوميّاً يدخل إلى أجسامنا الكثير من النّشويات والسُّكريات، هذه المواد تخضع إلى الكثير من عمليِّات الهضم، أهم النواتج النّهائيِّة لهضمهَا هو سكّر الغلوكوز.

سُكَّر الغلوكوز يبدَأ رحلتهُ في الجسم ابتداءً من الطريق السّريع في الجسم (الدّم).

يقدّم الغلوكوز لجسم الإنسان الكثير من الفوائد الهامّة لضمان استمرار قيامهِ بوظائفه الحيويِّة على أكمل وجه، أهم مثال على ذلك :

  •     يقدّم الغلوكوز من خلال آلية معيّنة - سنتحدَّث عنها في الفقرة القادمة - الطّاقة للجسم، وكما نعرف فالإنسان بدون طاقة لا يقدر على القيام بأنشطته اليوميّة، مثلهُ كمثل السّيارة الّتي لا تستطيع التحرُّك من دون مصدر الطّاقة الخاص بها، ألا وهو البانزين. 

"محلول الغلوكوز : 

وهو عبارة عن محلول من الماء والسكر (الغلوكوز)، يُعطي وريديِّاً في حالات نقص السُّكَّر لدى الأشخاص"

العامل المساعد، الأنسولين :


الغلوكوز الموجود في مجرى الدّم، لكي تتحقَّق فوائدهُ بالنّسبة للجسم، يجب أن يدخل إلى الخلايا ليخضع لعمليات عديدة تنتهي بالحصول على الطّاقة من الغلوكوز.

يحتاج الغلوكوز إلى عامل مساعد لكي يُدخلهُ إلى الخلايا، هذا العامل يتمثَّل بالأنسولين.

الأنسولين هو عبارة عن هرمون تقوم خلايا بيتا في البنكرياس بإفرازهِ، وهو العامل الأساسي في رفع أو خفض مستوى أو نسب سُكّر الغلوكوز في الدّم.

ماذا يحُدث عند الإصابة بداء السّكري:


هنالك عاملان يقفان وراء إصابة المرء بمرض السكري، العامل الأول هو الأنسولين، والعامل الثّاني هي خلايا الجسم. 

فالأنسولين-كما ذكرنا سابقا-هو المسؤول عن رفع نسب السكر في الجسم أو خفضها، فإنعدام الأنسولين أو قلّته تتسبب بزيادة جنونيّة في مستويات سكّر الغلوكوز ضمن مجرى الدّم، وهنا يكمن السّبب الأساسي لإصابة الشّخص بداء السكري نمط أول ، ففي هذا النّمط تُهاجم الخلايا المناعيّة في الجسم، خلايا بيتا في البنكرياس، وتقوم بتحطيمها والقضاء عليها، وهذا يؤدِّي إلى انعدام إنتاج الأنسولين، بالتّالي بقاء السّكر في الدّم، وارتفاع مستوياته. 

خلايا الجسم أيضاً-في بعض الحالات-تمنع وتقاوم عمليّة إدخال الأنسولين للغلوكوز إلى داخل هذه الخلايا، وبالتّالي ترتفع نسبهُ في مجرى الدّم، تعرف هذه الحادثة بمقاومة خلايا الجسم للأنسولين، وهي السّبب وراء إصابة الأشخاص بداء السّكري من النّمط الثَّاني. 

لتكون العمليّة أوضح بالنّسبة إليك سنقوم بطرح مثال :


سنقوم باعتبار الخلايا بيوت بأبواب مغلقة، مفتاح هذه الأبواب هو الأنسولين، والغلوكوز هو الخضار والفواكه الّتي سنصنع منها الطّعام، لكي نُدخِل الخضار وغيرها إلى البيت، يجب علينا فتح الباب بالمفتاح، وهذا مشابه ومطابق لعملية إدخال الغلوكوز إلى داخل الخلايا بواسطة الأنسولين، ففي حال عدم وجود المفتاح ستبقى مستلزمات تحضير الطعام بالخارج، ولن نستطيع إدخالها، وهذا ما يحصل في داء السكري
 نمط (1)، ويوجد احتمال آخر يمنع إدخال المستلزمات إلى الدّاخل وهو قفل الباب غير مطابق للمفتاح، وهذا مُحاكِي لما يحصل عند الإصابة بداء السكري
 نمط (2)، أو ما يُعرَف بمقاومة الجسم للأنسولين. 

 "إقرأ المزيد" لتعرف العلاجات المطروحة لمرضى السكري:

بقلم الدكتور علي سويدان 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.